Quantcast
Channel: مدونة الدكتور سامى الإمام
Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

المال (في اليهودية) #כסף_ביהדות

$
0
0
حذر الكتاب المقدس من أن "حب المال هو أصل كل أنواع الشرور" 
ولا يدين الكتاب المقدس المال ولا ينتقد أولئك الذين يملكون مالا - حتى لو كان كثيرًا, ما يهم ليس كم من المال لدى الشخص، لكن موقفه تجاه ما لديه أو الأشياء التي يريد أن يحققها بماله. ووصايا الكتاب المقدس حول المال متوازنة , يقول الكتاب المقدس:
4لاَ تَشْقَ طَلَباً للثَّرَاءِ. أمثال 23 : 4

(3مُحِبُّ الْحِكْمَةِ يُفَرِّحُ أَبَاهُ، وَعَشِيرُ الزَّوَانِي يُتْلِفُ مَالَهُ) (29 : 3).
(وليكن أسلوب حياتك بعيدًا عن حب المال وارض بقسمتك)
(28مَنْ يَتَّكِلُ عَلَى غِنَاهُ يَسْقُطُ، أَمَّا الصِّدِّيقُونَ فَيَزْهُونَ كَأَوْرَاقِ الشَّجَرِ الْخَضْرَاءِ.) أمثال 11 : 28)
(محب المال لا يشبع من المال)
(10مَنْ يُحِبُّ الْفِضَّةَ لاَ يَشْبَعُ مِنْهَا، والمُوْلَعُ بِالْغِنَى لاَ يَشْبَعُ مِنْ رِبْحٍ) الجامعة 5 : 10
(20الْفَقِيرُ مَكْرُوهٌ حَتَّى عِنْدَ جَارِهِ، أَمَّا مُحِبُّو الْغَنِيِّ فَكَثِيرُونَ) (أمثال 14 : 20)
ويحذر بشدّة من أكل مال اليتيم!
(وَيْلٌ لِلَّذِينَ يَسُنُّونَ شَرَائِعَ ظُلْمٍ، وَلِلْكَتَبَةِ الَّذِينَ يُسَجِّلُونَ أَحْكَامَ جَوْرٍ! 2لِيَصُدُّوا الْبَائِسِينَ عَنِ الْعَدْلِ، وَيَسْلُبُوا مَسَاكِينَ شَعْبِي حَقَّهُمْ، لِتَكُونَ الأَرَامِلُ مَغْنَماً لَهُمْ، وَيَنْهَبُوا الْيَتَامَى. 3فَمَاذَا تَصْنَعُونَ فِي يَوْمِ الْعِقَابِ عِنْدَمَا تُقْبِلُ الْكَارِثَةُ مِنْ بَعِيدٍ؟ إِلَى مَنْ تَلْجَأُونَ طَلَباً لِلْعَوْنِ، وَأَيْنَ تُوْدِعُونَ ثَرْوَتَكُمْ؟ 4لاَ يَبْقَى شَيْءٌ سِوَى أَنْ تَجْثُوا بَيْنَ الأَسْرَى، وَتَسْقُطُوا بَيْنَ الْقَتْلَى. مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كُلِّهِ لَمْ يَرْتَدّ غَضَبُهُ وَمَا بَرِحَتْ يَدُهُ مَمْدُودَةً لِلْعِقَابِ( . (أشعيا 10 : 1 – 2).
وليس المقصود بالمال في اليهودية الأوراق المالية أو المعادن الثمينة فقط, بل هو قيم مهمة وقيم مطلقة فقط, والقيمة ليست جوهر مادي ولكن كل ما يطمح الإنسان في امتلاكه, ويشتاق إليه. وما يميز المال قبل كل شيء هو التصنيع, والتصنيع بدلا من الفعل وهو بذلك يعد مفهومًا ماديًا تعاونيًا يعبر عن ظهور العمل في نشاط مادي. ومعنى التصنيع هو العمل الإيجابي الذي قوامه الاستدامة. بهذا المعنى (وعلى عكس المفهوم المادي)، وفقًا لليهودية، فإن المال هو روح العمل, التي تدفعه كقوة تأسيسية في الاستثمار.
والصرافة وصناعة الذهب ليست حرفة يهودية كلاسيكية فقط بل هى حرفة مقدّسة لصناعة متطلبات الهيكل الذهبية! حفاظ اليهود على صناعات الذهب والفضة عبر عصور الشتات في جوف الطقوس الدينية والشعائر وأدوات المائدة المختلفة.
تعرض اليهود لمذابح عدّة في أماكن عدة ما اضطرهم للمغادرة والهجرة من بلد إلى بلد آخر كانوا يصطحبون معهم أدوات الذهب والفضة الموجودة في بيوتهم حتى حين جاءوا بسفن في هجرة غير شرعية إلى أرض فلسطين احضروا معهم ذهبهم وفضتهم! 
ولفن الصرافة وصناعة الذهب اهمية روحية في القبالا اليهودية. ولأدوات الذهب والفضة اهمية كبيرة ايضا في شعائر السبت التي ترتبها الأمهات في البيوت اليهودية.
وجاء في تفسير سبب ضربة الظلام في مصر في زمن فرعون أن الهدف منها كان لتسلل اليهود والدخول الى بيوت المصريين في جوف الظلام – حيث جعلهم الرب يبصرون في تلك الظلمة القاحلة حتى يتعرفوا على أماكن الذهب في بيوت المصريين ليسهل الوصول إليها عند الرغبة في سلبها كما ذكرت التوراة.
ولأهمية المال, في اليهودية, يضرب الحاخام "نسيم فرتس"مثالا ذلك: رأى يعقوب في منامه أنه يعود في ليلة ما, أدراجه, عابرًا نهرًا بمفرده, كي يأخذ "الأبارق الصغيرة" (ويبدو أنها كانت أباريق صغيرة مصنوعة من ذهب), وكان الأمر صعبًا والظروف غير مواتية لتضييع وقت في العودة من أجل تحقيق غرضه بعدم ترك شيء ما! لكن يعقوب في رأيهم كان يرسي مبدءًا مهمصا بشأن المال!– يقول الحاخام: معروف في اليهودية أن أملاك اليهودي أقيم عنده وأحب إليه من نفسه, لأن المال ليس شيئًا ماديًا بل روحيًا!
يستطرد الحاخام في شرح مراد هذه المقولة فيقول: إن التفريط في الصغير يذهب بالكبير, والتفريط في القليل يذهب بالكثير, وأتبَع ذلك بمثال: لو كان مقدرًا ليهودي ما أن يعيش 120 عامًا, فهذه ال 120 عامًا مكونة من سنين, والسنين مكونة من شهور, والشهور مكونة من أسابيع, والأسابيع مكونة من أيام, والأيام مكونة من ساعات, والساعات مكونة من دقائق, والدقائق مكونة من ثواني. فمن يفرّط في الثواني فكأنه يفرّط في السنين!
وربما يفسر هذا حرص اليهود على أقل القليل من كل شيء وعدم التفريط فيه, لأن الصغير فوق الصغير يصنع كبيرًا, ويذكرنا بالحكمة العربية التي تقول:
لا تحقرّن صغيرًا فإن شم الجبال من مستصغر الحصى.
ولا شك أن في سلوكيات اليهود عبر التاريخ الطويل نماذج عدّة تؤكد حرصهم الزائد على المال وهو ما يفسّر ثراءهم في كل مكان.
ولا يمكن للمال شراء كل شيء بالطبع، قال شاعر إنه بمساعدة المال "يمكنك شراء الطعام ولكن ليس الشهية؛ والدواء ولكن ليس الصحة, وسرير لين ولكن ليس نومًا هادئًا, والمعرفة ولكن ليس الحكمة؛ والتوهج ولكن ليس الجمال, والشهرة ولكن ليس الدفء, والمتعة ولكن ليس السعادة؛ ومعارف ولكن ليس أصدقاء؛ وخدم ولكن ليس ولاؤهم ".
وعندما يحافظ الشخص على نهج متوازن تجاه المال ويرى أنه وسيلة لتحقيق هدف بدلاً من هدف في حد ذاته، فإنه يتمتع بارتياح أكبر في حياته. 
د. سامي الإمام

Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>