*************************
يبدو – كما توصّل أحد الباحثين - أن كلمة يديش יידיש, هى اختصار لكلمتي יידיש وדייטש (يهوديَّة - ألمانيَّة), وتنطق بالعبرية (אידית:إيديت), هى لغة يهودية تنتمي إلى عائلة اللغات الجرمانية لكنها تدوَّن بأبجدية اللغة العبرية.
وكانت في العصور الوسطى تسمى עברי-טייטש : لغة إشكناز, وفي حقبة التنوير/ الهسكالا (جرجون). معظم معاجم الكلمات اليديش من مصادر ألمانية؛ 25% من كلماتها من مصادر عبرية وآرامية, والنسبة المتبقية من مصادر سلافية ولاتينية.
نشأت اليديش في القرن التاسع الميلادي منذ بدأ اليهود الإشكناز/الغربيين الاستقرار في جوار ألمانيا, وانتقلت مع كثيرين ممّن هاجروا باتجاه الشرق. ومع حركة التحرر اليهودية والاندماج في المجتمعات الغربية في نهاية القرن الثامن عشر ترك يهود مركز أوربا وغربها لغة اليديش. وكانت الحركة في شرق القارة بطيئة نسبيًا ومحدودة, وفي مطلع القرن التاسع عشر حدث ازدهار ثقافي واكبه محاولات لتحسين اللغة تأسيسًا على المصطلحات المحليَّة, وهى الفترة التي بدأ فيها استخدام اليديش بشكل منظم ورتيب. في الوقت نفسه كانت هناك خطوات موازية في الاتحاد السوفيتي (السابق) وبولندا, وبين المهاجرين اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
أدت يقظة أجيال الشباب اليهودي, في الاتحاد السوفيتي, إلى مطاردة الزعيم "ستالين"واضطهاده لكل صور النهضة الثقافية الواسعة إلى انكفاء اللغة. فكانت اليديش رمزًا للشتات بالنسبة للحركة الصهيونية التي تبنَّت إحياء اللغة العبرية.
تستخدم اليديش اليوم في بعض قطاعات المجتمع الحريدي الاشكنازي خاصة لدى الحسيديم كلغة رئيسة. بالإضافة إلى استخدامها كلغة ثانية بين اليهود أصحاب الأصول من شرق أوربا خاصة البالغين.
كانت اليديش لغة قومية لدى الأقلية اليهود في الاتحاد السوفيتي السابق التي نالت حكمًا ذاتيًا, فكانت لغته الرسمية.
بدأت اليديش تزول أو تنقرض ويقل أعداد المتحدثين بها بسببين رئيسين هما انصهار كثير من اليهود وتزاوجهم من غير اليهود خاصة في حقبة حكم ستالين. وبعد ذلك في ألمانيا بسبب المحرقة! – على حد ذكر المصدر – التي أبيد فيها أعداد كبيرة من اليهود متحدثي اليديش, وكذلك أمركة الجيل الثاني للمهاجرين في الولايات المتحدة بحكم فرض اللغة الإنجليزية هناك. وأيضًا عدم اعتبار اليديش لغة رسمية في إسرائيل لكونها عدوّة الصهيونية التي تبنّت إحياء العبرية وأن اليديش هى لغة الشتات أو المهجر فهى غير مرغوبة. يتحدث اليوم حوالي مليون شخص اليديش.
بالنسبة للأدب الذي دون باليديش يمكننا تقسيم فتراته أو مراحله إلى ثلاث:
• الأدب الييدي القديم (من القرن الـ 13 إلى سنة 1780م).
• الأدب الييدي التنويري والحسيدي (من سنة 1780 – نهاية القرن الـ 19).
• الأدب الييدي الحديث (من منتصف القرن الـ 19 وحتى اليوم).
وتعدّ أقدم المجموعات الأدبية الييدية من سنة 1382م هى تلك المحفوظة في جنيزا القاهرة (معبد ابن عزرا بمنطقة مصر القديمة), الذي يضم أقدم الوثائق اليهودية منذ القرن الحادي عشر, والمعروفة بالجنيزا (راجع منشور الجنيزا في مربعات التعليقات).
وكانت بداية الأدب الييدي هى ترجمة نصوص دينية وتفاسير عليها مثل "اخرجن وانظرن", وهى عبارة افتتاحية لآية في سفر نشيد الناشيد توجه انتباه بنات إسرائيل:
(اخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه). نشيد الناشيد 3 / 11
واستخدمت الييدية في نقل بعض الأعمال الأدبية من الأدب الإنجليزي. وقامت النساء اليهوديات أيضًا باستخدام اليديش في تأليف كتب للصلوات الخاصة بالنساء مثل كتاب (תחינות : تحينوت), الذي كتبته "سارة بنت الطيبين". وغير ذلك يمكن للمهتمين بتاريخ اللغة الاطلاع عليه في المصادر.
ويمكننا القول إن اليديش تعدّ لغة تاريخية بمعنى أنها ملمح لحقبة تاريخية معينة وصعبة في مسيرة يهود أوربا, وهى من ناحية أخرى تدل على بحث اليهودي دائمًا عمّا يفرقه عن الآخرين ويجعل له خصوصيّة وملجأ معنويًا لا يضم غير اليهود فهم الذين يفهمون هذه اللغة وبالتالي تحفظ خصوصيتهم وأسرارهم!
وقد انتهت مهمة اليديش كمرحلة انتقالية بين زمن العزلة وحياة اليهود في جيتوهاتهم (أحيائهم, حاراتهم) الخاصة الغامضة التي ميزتهم عبر التاريخ, وحياة الانفتاح على الشعوب الأخرى والاندماج وترك الخصوصية المنغلقة كحل لا بديل له في مواجهة تعاليهم على الآخر وهو ما نتج عنه كراهيتهم وإضمار الشر لهم بل ووقوع حوادث فظيعة انتهت بمذابح روسيا وألمانيا وقبل ذلك طردهم من شبه جزيرة أيبيريا وما ترتب على ذلك من إجبارهم على دخول المسيحية أو الهجرة إلى جوار تركيا, أو واختفائهم بالتقية تفاديًا للقتل (راجع يهود الدونمة).
مع بعض العبارات القصيرة بالعبرية واليديش والنطق الإنجليزي, على الرابط التالي:
https://goo.gl/zxZvy3
وهنا رابط لبعض دروس اليديش – بالإنجليزية
https://www.youtube.com/watch?v=gOdk_yx_D_0
وهنا رابط لموقع يشرح مقدمات لغة اليديش:
https://he.wikibooks.org/wiki/%D7%99%D7%99%D7%93%D7%99%D7%A9
وهنا رابط لقاموس يديش – عبري تأليف د. دومنيسكي شوشانا.
http://www.iddish.co.il/
د. سامي الإمام
يبدو – كما توصّل أحد الباحثين - أن كلمة يديش יידיש, هى اختصار لكلمتي יידיש وדייטש (يهوديَّة - ألمانيَّة), وتنطق بالعبرية (אידית:إيديت), هى لغة يهودية تنتمي إلى عائلة اللغات الجرمانية لكنها تدوَّن بأبجدية اللغة العبرية.
وكانت في العصور الوسطى تسمى עברי-טייטש : لغة إشكناز, وفي حقبة التنوير/ الهسكالا (جرجون). معظم معاجم الكلمات اليديش من مصادر ألمانية؛ 25% من كلماتها من مصادر عبرية وآرامية, والنسبة المتبقية من مصادر سلافية ولاتينية.
نشأت اليديش في القرن التاسع الميلادي منذ بدأ اليهود الإشكناز/الغربيين الاستقرار في جوار ألمانيا, وانتقلت مع كثيرين ممّن هاجروا باتجاه الشرق. ومع حركة التحرر اليهودية والاندماج في المجتمعات الغربية في نهاية القرن الثامن عشر ترك يهود مركز أوربا وغربها لغة اليديش. وكانت الحركة في شرق القارة بطيئة نسبيًا ومحدودة, وفي مطلع القرن التاسع عشر حدث ازدهار ثقافي واكبه محاولات لتحسين اللغة تأسيسًا على المصطلحات المحليَّة, وهى الفترة التي بدأ فيها استخدام اليديش بشكل منظم ورتيب. في الوقت نفسه كانت هناك خطوات موازية في الاتحاد السوفيتي (السابق) وبولندا, وبين المهاجرين اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية.
أدت يقظة أجيال الشباب اليهودي, في الاتحاد السوفيتي, إلى مطاردة الزعيم "ستالين"واضطهاده لكل صور النهضة الثقافية الواسعة إلى انكفاء اللغة. فكانت اليديش رمزًا للشتات بالنسبة للحركة الصهيونية التي تبنَّت إحياء اللغة العبرية.
تستخدم اليديش اليوم في بعض قطاعات المجتمع الحريدي الاشكنازي خاصة لدى الحسيديم كلغة رئيسة. بالإضافة إلى استخدامها كلغة ثانية بين اليهود أصحاب الأصول من شرق أوربا خاصة البالغين.
كانت اليديش لغة قومية لدى الأقلية اليهود في الاتحاد السوفيتي السابق التي نالت حكمًا ذاتيًا, فكانت لغته الرسمية.
بدأت اليديش تزول أو تنقرض ويقل أعداد المتحدثين بها بسببين رئيسين هما انصهار كثير من اليهود وتزاوجهم من غير اليهود خاصة في حقبة حكم ستالين. وبعد ذلك في ألمانيا بسبب المحرقة! – على حد ذكر المصدر – التي أبيد فيها أعداد كبيرة من اليهود متحدثي اليديش, وكذلك أمركة الجيل الثاني للمهاجرين في الولايات المتحدة بحكم فرض اللغة الإنجليزية هناك. وأيضًا عدم اعتبار اليديش لغة رسمية في إسرائيل لكونها عدوّة الصهيونية التي تبنّت إحياء العبرية وأن اليديش هى لغة الشتات أو المهجر فهى غير مرغوبة. يتحدث اليوم حوالي مليون شخص اليديش.
بالنسبة للأدب الذي دون باليديش يمكننا تقسيم فتراته أو مراحله إلى ثلاث:
• الأدب الييدي القديم (من القرن الـ 13 إلى سنة 1780م).
• الأدب الييدي التنويري والحسيدي (من سنة 1780 – نهاية القرن الـ 19).
• الأدب الييدي الحديث (من منتصف القرن الـ 19 وحتى اليوم).
وتعدّ أقدم المجموعات الأدبية الييدية من سنة 1382م هى تلك المحفوظة في جنيزا القاهرة (معبد ابن عزرا بمنطقة مصر القديمة), الذي يضم أقدم الوثائق اليهودية منذ القرن الحادي عشر, والمعروفة بالجنيزا (راجع منشور الجنيزا في مربعات التعليقات).
وكانت بداية الأدب الييدي هى ترجمة نصوص دينية وتفاسير عليها مثل "اخرجن وانظرن", وهى عبارة افتتاحية لآية في سفر نشيد الناشيد توجه انتباه بنات إسرائيل:
(اخرجن يا بنات صهيون وانظرن الملك سليمان بالتاج الذي توجته به أمه في يوم عرسه وفي يوم فرح قلبه). نشيد الناشيد 3 / 11
واستخدمت الييدية في نقل بعض الأعمال الأدبية من الأدب الإنجليزي. وقامت النساء اليهوديات أيضًا باستخدام اليديش في تأليف كتب للصلوات الخاصة بالنساء مثل كتاب (תחינות : تحينوت), الذي كتبته "سارة بنت الطيبين". وغير ذلك يمكن للمهتمين بتاريخ اللغة الاطلاع عليه في المصادر.
ويمكننا القول إن اليديش تعدّ لغة تاريخية بمعنى أنها ملمح لحقبة تاريخية معينة وصعبة في مسيرة يهود أوربا, وهى من ناحية أخرى تدل على بحث اليهودي دائمًا عمّا يفرقه عن الآخرين ويجعل له خصوصيّة وملجأ معنويًا لا يضم غير اليهود فهم الذين يفهمون هذه اللغة وبالتالي تحفظ خصوصيتهم وأسرارهم!
وقد انتهت مهمة اليديش كمرحلة انتقالية بين زمن العزلة وحياة اليهود في جيتوهاتهم (أحيائهم, حاراتهم) الخاصة الغامضة التي ميزتهم عبر التاريخ, وحياة الانفتاح على الشعوب الأخرى والاندماج وترك الخصوصية المنغلقة كحل لا بديل له في مواجهة تعاليهم على الآخر وهو ما نتج عنه كراهيتهم وإضمار الشر لهم بل ووقوع حوادث فظيعة انتهت بمذابح روسيا وألمانيا وقبل ذلك طردهم من شبه جزيرة أيبيريا وما ترتب على ذلك من إجبارهم على دخول المسيحية أو الهجرة إلى جوار تركيا, أو واختفائهم بالتقية تفاديًا للقتل (راجع يهود الدونمة).
مع بعض العبارات القصيرة بالعبرية واليديش والنطق الإنجليزي, على الرابط التالي:
https://goo.gl/zxZvy3
وهنا رابط لبعض دروس اليديش – بالإنجليزية
https://www.youtube.com/watch?v=gOdk_yx_D_0
وهنا رابط لموقع يشرح مقدمات لغة اليديش:
https://he.wikibooks.org/wiki/%D7%99%D7%99%D7%93%D7%99%D7%A9
وهنا رابط لقاموس يديش – عبري تأليف د. دومنيسكي شوشانا.
http://www.iddish.co.il/
د. سامي الإمام
![]() |
وهذه ترجمة لمثل باليديش - وهو عبارة عن دعاء بمعنى لعل جميع أسنان الشخص تسقط باستثناء واحدة تؤلمه - فيتعاظم الألم!! |
![]() |
ومن الأمثال الشائعة بلغة اليديش تمنّي إصابة المدعو عليه بضربة القمَّل وهى الضربة الثالثة في الضربات العشر التي أنزلها الرب بمصر بحسب رواية التوراة. |