Quantcast
Channel: مدونة الدكتور سامى الإمام
Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

الفيلم الفلسطيني القصير "السلام عليك يا مريم" - حاصد الجوائز #הסרט_הפלסטיני_אווה_מריה_נוחל_פרסים

$
0
0
من الأعمال الفنيَّة الفلسطينية التي حازت على جوائز عدّة.
ينتقد الفيلم توجها دينيا قائما على الإقصاء والنفي والفوقية والاحتلال، فيما يعلي من قيمة دين السلام والتسامح، فشتان بين فهم ديني يتربى الاتباع فيه على المساعدة والصلاة واللجوء إلى الله في المصائب، وبين فهم ديني يربي اتباعه على الاستعباد والتجبر واحتلال الغير والنظر إلى الجميع على انهم وجدوا فقط لخدمة هذا الدين.

تلك رسالة الفيلم، رسالة تسامح وسمو وكشف جانب من الدين الذي تلعب به السياسة وتتحكم به للسيطرة على الأرض والبشر، فيما الرسالة الأكبر هي الكوميديا ذاتها التي كانت البطل الحقيقي في هذا الفيلم القصير لكونها فعلت باقتدار ما لم تفعله العشرات من الأفلام الطوال.
وهذه نبذة عن الفيلم كما دونها "سعيد أبو معلا":
تمتاز السينما الفلسطينية في كون أغلب موضوعات أفلامها قضايا راتعة في الجدة والسياسة والمآسي بفعل الواقع الفلسطيني ذاته، حتى أن ذلك انعكس على شخصية الفلسطيني ليس بفعل السينما والأفلام بل بفعل الواقع، وبالتالي ندر رؤية أعمال سينمائية فلسطينية كوميدية مشغولة باحتراف شديد باعثة على الضحك، وجل ما وجد هو أعمال تضمنت بعض المواقف الكوميدية المضحكة.
غير أن فيلم «السلام عليك يا مريم» للمخرج الفلسطيني الشاب باسل خليل وهو الحائز على جائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان دبي السينمائي في دورته الأخيرة ينتمي لنوعية مختلفة عن السائد في السينما الفلسطينية، حيث ينهل من المأساة اليومية للواقع الفلسطيني القائم على الصراع مع محتل إسرائيلي/ صهيوني ويحولها ملهاة، في 14 دقيقة من الكوميديا السوداء التي يقدمها الشريط باقتدار وتمكن فني على مستوى الإخراج والسيناريو والتمثيل.
5 راهبات وعائلة يهودية
يعتبر الفيلم من التجارب الكوميدية الفلسطينية الخاصة سينمائياً التي برزت في مهرجان دبي السينمائي الأخير، كما وصل الفيلم إلى القائمة القصيرة للأفلام المرشحة لجائزة الأوسكار لأفضل فيلم قصير 2016، وإضافة إلى ذلك سينطلق في دور العرض بالعالم العربي، في خطوة هي الأولى من نوعها لفيلم قصير، فهو فيلم يتضمن كوميديا ذكية عن المكان والناس والمصائر.
كما حصد 3 جوائز متتالية قبل تتويجه في دبي، حيث فاز بالمركز الثاني في مسابقة المواجهات بالدورة الـ31 من مهرجان السينما القصيرة الدولي في برلين، وقبلها نال جائزة S.O.S الخضراء من مهرجان كاوشيونغ السينمائي في تايوان، وجائزة الجمهور من مهرجان مونبلييه لسينما البحر المتوسط.
الفيلم يقدم حكاية اقتحام عائلة يهودية صمت وسكينة دير راهبات فلسطينيات منعزل في الضفة الغربية، وما كان من المحتمل أن يصبح مأساةً، تحوّل إلى ملهاة مع رغبة الطرفين التخلّص من هذا اللقاء القسري الذي فرضه الواقع الفلسطيني المتداخل.
ويحكي الفيلم قصة 5 راهبات من دير راهبات الرحمة حيث تطالعنا الكاميرا بكونهن يتناولن فطورهن المتقشف في هدوء وسكينة لحين اصطدام سيارة عائلة من المستوطنين بتمثال السيدة العذراء فتحطمه وتتعطل السيارة فما يكون من العائلة (مستوطن وزوجته وأمه العجوز) إلا اللجوء للدير طلباً للمساعدة وهو ما يقلب كيان الراهبات الخمسة من دون أن ينسيهن دورهن في مساعدة (المستغيثين الجدد) المحتلين للوطن وللدير هذه المرة.
تدخل العائلة إلى الدير لكن الراهبة تطلب منها تسليم سلاحها الذي يحمله المستوطن الأب لتقوم الراهبة بعملية إفراغه من الرصاصات بسرعة وكأنها خبيرة أسلحة، ليبدأ بعدها الصراع الذي يكشف مشاهد احتقار العرب والعنصرية الدينية في سخرية لاذعة مصدرها مفارقات الحالة المأساوية حيث التدين الصهيوني المدعى وغير الحقيقي.
وبينما تحاول الرهبات مساعدة العائلة (باستثناء مشاكسات من الراهبة الأصغر ماري) يرفض أصدقاء العائلة اليهودية تقديم المساعدة، وكذلك تتعثر كل المحاولات الأخرى الخاصة بطلب المساعدة هاتفيا ليكون الحل استخدام سيارة قديمة مركونة بكراج الدير بعد عملية إصلاحها.
ووسط تلك المحاولات يطل الصراع الاجتماعي والديني داخل العائلة اليهودية بكوميدية مفرطة حيث العلاقة بين الابن وأمه العجوز، وكذلك العلاقة بين زوجة المستوطن وأمه حيث الخلافات والمشاحنات وترقب الأخطاء في هذا الجو المشحون.
اختار المخرج الشاب خليل، ابن مدينة الناصرة، موضوعا قادرا على أن يولد من خلاله مواقف ومفارقات باعثة على الكوميديا، وهو أمر بدا المخرج متمكنا منه ضمن مستويين بعد الموضوع أو الفكرة، الأول على مستوى السيناريو والحوار الذي بدا مقتضبا ومكثفا ليناسب فيلما روائيا قصيرا وهو حوار حافل بالكوميديا وكل ما يبعث فيها، وإن كان صلب الموضوع سياسيا ودينيا وهما موضوعان يغلب عليها الجدة، ليكون خيار المخرج الخطير والمغامرة موفقا بدليل انتزاع الضحكات من كل من شاهد الفيلم.
هنا تحديدا بدت الكوميديا ضمن مستويين أيضا الأول علاقة «الضيوف الجدد» ثقيلي الدم كما تراهم الراهبة «ماري» وبقية الراهبات، حيث ترفض ماري مثلاً الاتصال ومن ثم وضع سماعة الهاتف على أذن المستوطن لكونه وبحسب عقيدته ومع دخول السبت لا يمكنه ممارسة أي فعل مادي، والثاني العلاقة المتوترة بين العائلة اليهودية من ناحية الابن المتدين والمتطرف»موشي» الذي لا يتفهم عطش والدته ورغبتها بالشرب من يد مسيحية حيث يبدأ الصراخ، أو من ناحية علاقة زوجته بوالدته حيث تتشفى الأولى بالأم عندما تجبرها على خلع «جراب» قدميها لاستعماله كمربط لإصلاح السيارة القديمة التي تتحول كوسيلة إنقاذ لهم من ورطتهم.
المستوى الثاني تمثل في أداء الممثلين، سواء من قمن بدور الراهبات أو المستوطنين (الابن وزوجته وأمه)، فكان أداء متقنا ومحترفا (هدى الإمام، ماريا زريق، شادي سرور، روث فرحي، مايا كورين) حيث قدم الممثلون أداء صادقا ومتقنا عبر شخصياتهن البسيطة وفي الموقف المعقد القائم على الصراع والترقب.
وهنا يحسب للمخرج انه أتقن اللعب على تناقضات الحالة الدينية لدى العائلة اليهودية حيث الصراع بين الابن (مشهد منع امه من شرب الماء من دير الراهبات بحجة انه محرم عليها شربه فيما هي في أشد حالات العطش) ووالدته أو بين الوالدة وزوجة أبنها حيث تضطر الراهبة التي تتقن أعمال الميكانيك إلى استخدام أداة لربط أحد الأسلاك لتشغيل السيارة فما يكون من خيار أمام زوجة المستوطن إلا الاستعانة «بالكلسات الشفافة» لأم المستوطن التي تحاول أن ترفض فما يكون من الراهبات إلا تكتيفها فيما زوجة ابنها تقوم بتجريدها من جرابها.
الفيلم يحفل بمفردات فنية تعمل على تكثيف رسالته في دقائقه القليلة مثل: تمثال العذراء ولوحة احترس منطقة الغام، وأصوات الريح وعواء الذئب وموسيقى الترقب في بيئة تنم على الوحدة، تلك الوحدة التي تجمع بين الراهبات والعائلة اليهودية المتدينة حيث تفشل كل الطرق إلى الحل.
منقول عن:
http://www.al-ayyam.ps/ar_page.php…
...............
د. سامي الإمام

Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

Trending Articles