Quantcast
Channel: مدونة الدكتور سامى الإمام
Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

الطلاق السعيد (من قصص التلمود)!

$
0
0
*****************************
كان في عصر الحكماء زوجان يعيشان حياة سعيدة؛ علاقة زوجية حميمة ودخل يجعلهما يحققان حتى أحلامهما لكن لم يكن لهما أولاد.
بعد سنوات من العيش دون إنجاب قرر الزوج الانفصال عن زوجته وطلاقها, وأفصح عن رغبته هذه لرابي شمعون بار يوحاي. سأله رابي شمعون: هل كنت سعيدًا حين تزوجت هذه السيدة؟ 
أجاب الزوج : طبعًا, مع إبداء علامات الاستغراب على وجهه.
ردّ رابي شمعون: مادام الأمر كذلك فعليك إذن أن تنفصل عن زوجتك بسعادة ورضى؛ عليك تعدّ مأدبة فاخرة, وحفلا ساهرًا بمناسبة الطلاق".
تعجب الزوج من هذه النصيحة الغريبة, لكنه لم يتوان عن فعل ما قاله رابي شمعون. 
قامت الزوجة بتحضير مأدبة فاخرة غنية بأطايب الطعام والشراب, وجلسا سويًا يحتفلان بالطلاق. (كما أوصى الرابي)!
وبعد أن أكل الزوج وشرب وطابت نفسه قال لزوجته:
يمكنك الآن اختيار شيء واحد فقط من الأشياء الموجودة هنا – حتى تلك الأشياء الثمينة جدًا – كهدية مقابل السنين السعيدة التي عشناها معًا. احملي ما تختارين وانطلقي إلى بيت أبيك" 
لم تردّ الزوجة بكلمة واحدة, لكنها أخذت تعبّ لزوجها خمرًا كثيرًا حتى بلغ به السكر منتهاه وسكِر إلى درجة الثمالة وفقد وعيه وغطّ في نوم عميق على السرير. عندئذ أمرت خدمها أن يحملوه إلى بيت أبويها. 
استيقظ الزوج في صباح اليوم التالي ووجد نفسه في بيت حميه. اندهش وقال:
"ماذا أصنع هنا"؟ !
أسرعت زوجته بالإجابة على سؤاله بقولها:
(لقد خيّرتني أن آخذ أثمن الأشياء من البيت, ولم أجد أثمن منك قيمة – فأنت قمة رغباتي وحلم حياتي, ليس المال, ولا الجواهر). 
وقعت كلمات الزوجة في نفس الزوج موقعًا طيبًا, فذهب إلى رابي شمعون, وحكى عليه ما كان من زوجته, وحين سمع رابي شمعون الحكاية دعا لهما ببركة البنين. 
ولم يمر زمن طويل حتى تحققت بركة الرابي شمعون.
د. سامي الإمام

Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>