من التسجيلات النادرة عن ورطة إسرائيل بعد 24 ساعة من بدء حرب يوم كيبور (الغفران), 6/أكتوبر/ 1973, أفرج عن تسجيل صوتي لوزير الدفاع آنذاك موشيه ديان, يأمر رئيس الأركان؛ دفيد إليعازر, بالانسحاب فورًا من جبهة القتال مع مصر.
ويتضمن التسجيل عبارات صادمة للرأي العام الإسرائيلي – تعالوا نستمع للتسجيل
الذي قمت بترجمة ما جاء به ليعلم الجميع كم ألقت حرب يوم الغفران الرعب في قلوب الإسرائيليين ونفوسهم, وكم كانوا يخشون من اتحاد العرب واشتراكهم جميعًا في الحرب, والرعب الذي جعل وزير الدفاع ينطق بهذه العبارات المهينة في حق العسكرية بالجيش الذي روج له – كذبًا – بأنه (لا يقهر)!
تعالوا نقرأ ترجمة التسجيل, للحدث يوم 7 أكتوبر, 1973, الساعة 14,30 (أي بعد بدء الحرب بـ 24 ساعة بالضبط فقط - سويًا:
بعد 6 سنوات ونصف السنة من رفض إسرائيل الانسحاب من قناة السويس (يقصد بعد هزيمة 5 يونيو 1967), يوصي وزير الدفاع بترك التحصينات والأسلحة الثقيلة لتقليل أعداد القتلى والأسرى.
يقول ديان لدودو (دفيد اليعازر؛ رئيس الأركان): اعتقد أنه مع حلول الظلام يجب أن نأمرهم بالخروج, والخروج بالأسلحة الشخصيّة فقط – من يقتل يقتل, ومن يصاب فليسقط في الأسر ويتركوا الدبابات ويُخلوا جميع تلك المواقع المتقدمة على الخط, وليس أكثر من ذلك. وأنا من وجهة النظر العملية المتشائمة أقول:
يجب الانتهاء من ذلك, من يقع في الأسر فليبق أسيرًا, ومن يتمكن من الخروج فليخرج وينفذ هذا الأمر.
ويضيف ديان لدودو: أود قول مفهومي للأمور, إذا اقتنع به فبها ونعمت وإذا لم فهى وجهة نظري, وأنا قلق من المستقبل , نعم لأن المعركة الآن على أرض إسرائيل, وإذا لم ننتهي من ذلك الآن وحتى لو وافقوا على وقف إطلاق النار فإنهم سيعاودون ذلك مرة أخرى بعد شهر واحد بعد تكثيف المجنزرات حين يدخل المغاربة والأردنيون الحرب, حسب رأي, بل سيتوحد العالم العربي كله. لذلك يجب أن ننسحب لأن أسلحتنا قليلة وببساطة سيدمروننا. وأقترح قبل كل شيء أن نطلب شراء دبابات من الأمريكيين من تلك التي لهم في دول أوروبا 100, 200, 300, وهذا سيستغرق وقتًا! ولكن أرى أن تأتي .. وإلى ذلك الحين يجب علينا الدفاع عن دولة إسرائيل, حقيقيًا.. والمسألة المهمة هى كيف يمكن اختصار الخطوات, وانا أضع علامة استفهام على كل تلك المنطقة وأقول: أن الشيء الذي أؤكد عليه هو الاحتفاظ بشرم الشيخ بأية طريقة. وانا الآن لا أقول بضرورة الهروب ولكن يجب عمل الاستعدادات اللازمة ونضع في الحسبان أنه قد تطرأ ظروف تجعلنا مضطرين إلى فعل ذلك بالتدريج, وهو إخلاء هذا الخط والتمركز عند خط دائم وتحصينه بحيث تكون شرم الشيخ عند مخارجه جهة الغرب مع الاتصال بخط التلال.
والآن الأمر الثاني, من جهة الشمال, ماذا؟
يجب التمركز على هضبة الجولان وتكثيف القوات الجوية والدبابات اللازمة للدفاع عن حدود إسرائيل والحفاظ عليها. لأننا لو نزلنا منها عندئذ سينزلون خلفنا ويقصفوننا, فهم لن يتورعوا عن فعل ذلك, ولن تكسب من ذلك شيئًا فأنت حين تقول نفجر جسرًا لم تحلّ بذلك شيئًا!
ومع كل تلك الرؤى المتشائمة فالوضع يتطلب تعزيزات.
https://news.walla.co.il/item/3099833