يقال إن كلمة "آمين"غير عربية, فلماذا يؤمّن بها بعد قراءة سورة الفاتحة, وبعد الدعاء؟
ولماذا "آمين"تبطل الصلاة إذا نطق بها المأموم (عند الشيعة)؟
هل "آمين"كلمة عبرية؟ وهل جاءت في التوراة؟ وما معناها؟
وهل هناك علاقة بين "آمين"والإله المصري القديم "آمون"؟
*************************************************
ولماذا "آمين"تبطل الصلاة إذا نطق بها المأموم (عند الشيعة)؟
هل "آمين"كلمة عبرية؟ وهل جاءت في التوراة؟ وما معناها؟
وهل هناك علاقة بين "آمين"والإله المصري القديم "آمون"؟
*************************************************
آمين - في كتابات المستشرقين والمغرضين - 2
********************************
يشن أعداء الإسلام على اختلاف مشاربهم على مرّ الزمان هجومًا عنيفًا عليه ويزداد الهجوم ضراوة في عصرنا الحالي؛ عصر التقدّم العلمي وحضارة المادة والسبب في ذلك هو الضعف الشديد الذي ألمّ بالمسلمين الذين راحوا يعبدون هذه الحضارة ونسوا عبادة خالقهم جل وعلا, والدفاع عن عقيدتهم ومقدساتهم.
فراح الأعداء المتربصون يطعنون في كل ما يتصل بالإسلام وعقيدته, وقرآنه المجيد, ونبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم, وصحابته الأطهار وتراثه العظيم وفقهائه الكرام وأئمته الخالدين الذين بذلوا حياتهم في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض وحفظ هذا الدين القويم.
فانتشرت المؤلفات والمواد الفيلمية والمواقع التي تتناول هذا التراث العظيم بالإساءة والكذب والافتراء والتشويه في غياب الردود المناسبة عليها في زمانه ومكانه.
من ذلك ما قرأت من أن كلمة "آمين"التي يؤمّن بها المسلم خلف الإمام في أعقاب قراءة سورة الفاتحة أنها ليست عربية ولم ترد بالقرآن الكريم, فلماذا تستخدم في هذا السياق الديني.
وقد اختلف العلماء في كلمة "آمين"أهى عربية أم أعجمية, والمقصود بذلك أصالة وجودها فقال فريق إنها غير عربية ومنقولة من لغات أخرى ويضيفون كيف تدخل كلمة غير عربية في لغة القرآن الذي حكم الله عليه بأنه عربي؟ ذلك على الرغم من أنها لم ترد صراحة في القرآن الكريم.
ولا يعرف هؤلاء أن ورود بعض الكلمات غير عربية الأصل في القرآن الكريم لا ينفي أن القرآن كله عربي لأن معنى أنه عربي إذا خوطب به العرب فهموه. وإذا كانت لغة العرب قبل نزول القرآن الكريم قد احتوت كلمات غير عربية دارت بها الألسن وشاعت في أساليب البيان بين الناس فأصبح الناس يسمونها ويسمعونها على أنها عربية فحين يأتي القرآن الكريم بما دار عليه الألسنة وألفته الآذان يقال إنها كلمات عربية فليس المراد بعربية أنها عربية المولد والأصل لكن معناه ان القرآن نزل بهذه الألفاظ وهذه الألفاظ لها شيوع على ألسنة العرب لا يقل شيوعًا عن أي لفظ آخر ومادام اللفظ شاع اللسنة قولا وفي الآذان سماعًا فإن الأجيال التالية تستقبله ولا تفرق بينه وبين الألفاظ التي ميلادها عربي لانه أصبح الاستعمال عربيًا ومعنى هذا أن القرآن الكريم لم ينشيء كلمة جديدة في العربية من غير العربية ولكنه جاء بكلمات هى في الميلاد والأصل غير عربية.
وكانت كلمة "آمين"مستعملة قبل نزول القرآن الكريم بمعنى "استجب"وهى "آمين"تدل على فعل مدلوله "استجب"ولذلك يقال إنها اسم فعل أمر بمعنى "استجب". وتعني أيضًا أن قائل "آمين"شريك في الدعاء.
ومما يدل على وجود التأمين قبل نزول الإسلام وخاصة في قوم موسى ما قيل في تأويل قوله تعالى
( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) سورة يونس/الآية 89
إن الداعي وإن كان واحدًا؛ وهو موسى عليه السلام, فإن الثاني كان مؤمِّنًا، وهو هارون، فلذلك نسبت الإجابة إليهما، لأن المؤمِّن داعٍ. وكذلك قال أهل التأويل.
جدير بالذكر هنا أن هارون لم يكن ينفصل عن موسى عليهما السلام بل كان هو حامل عصا المعجزات؛ نقرأ في هذا:
(وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: عِنْدَمَا يَطْلُبُ فِرْعَوْنُ مِنْكُمَا قَائِلاً: أَرِيَانِي عَجِيبَةً فَإِنَّكَ تَقُولُ لِهَرُونَ: خُذْ عَصَاكَ وأَلْقِهَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى حَيَّةٍ). سفر الخروج 7 : 9
وهو ما يؤكد اشتراكهما في كل شيء لذلك تأتي في النصوص عبارة (وهَكَذَا فَعَلاَ), وفي مثل: فَأَخَذَا (موسى وهارون) رَمَاداً مِنَ الأَتُونِ، وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، ثُمَّ ذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاء). وحين يصلي موسى للرب في الأوقات التي يرافقه فيها هارون لا يذكر النصّ هارون بل يركز على موسى وفعله.
وكلمة "آمين"هى من مقول جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم, وليست كلمة من القرآن الكريم وتعني "استجب ياالله لما دعوناك به".
وجاء في حديثين أو ثلاثة – بحسب علمي – عن البخاري ومسلم, في مواقف معينة, أن الملك الموكّل, والملائكة في السماء تقول "آمين"– وسأترك التفاصيل للمتخصصين في علوم الحديث.
قال شيخ الأمة الجليل فضيلة العالم الراحل محمد متولي الشعراوي : واهدنا الصراط المستقيم دعاء بطلب و"آمين"دعاء بتحقيق هذا المطلوب دون زيادة.
وورد في الجهر بالتأمين أحاديث ثابتة عدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:
ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أمّن الإمام فأمنوا فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
وما رواه أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول. وفي رواية (فيرتج بها المسجد)
وفي مسند أحمد وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين.
وحديث ابن عباس عند ابن ماجه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على قول آمين فأكثروا من قول آمين.
وحديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال آمين يمد بها صوته. أخرجه أبو داود والدارقطني وابن حبان؛ قال الحافظ: وسنده صحيح.
. . . . . . .
وهى أحاديث صحيحة لكن المستغرب هو لماذا يحسد اليهودُ املمين على شيء عندهم ولا يستأثر به المسلمون؟ بل هو عندهم قبل أن يكون عند المسلمين!! خاصة مع ما جاء يؤكد ذلك:
أن (كلمة (آمين) لم تكن لأحد قبلنا، إلا لموسى وهارون عليهما السلام):
فعن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال:
“ إن الله قد أعطاني خصالاً ثلاثة: أعطاني صلاة في الصفوف، وأعطاني التحية إنها لتحية أهل الجنة، وأعطاني التأمين، ولم يعطه أحداً من النبيين قبلي، إلا أن يكون الله قد أعطاه هارون، يدعو موسى، ويؤمّن هارون “
وهو ما يوافق ماجاء في أقوال المفسرين للآية الكريمة التي تنتهي بـ (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) التي تحدثنا عنها أعلاه.
و"آمين"عند الشيعة, في أعقاب قراءة الفاتحة تبطل الصلاة, لأنها في رأيهم "بدعة", ولورود النهي عن ذلك في روايات عدّة معتبرة.
جاء في مراجع الشيعة:
إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد وفرغ من قراءتها فقل أنت (الحمد لله رب العالمين) ولا تقل (آمين).
تبطل صلاة المأموم, عندهم, بقوله: (آمين) لامن جهة الزيادة، بل من جهة النهي الوارد بخصوصه. ولأن العبادات توقيفية فلا تجوز فيها الزيادة.
لكن يجوّزون التعقيب بها بعد الأدعية مادامت لا تقطع الصلاة.
يردد اليهود كلمة אמן "آمن"بكسر الميم, دون ياء بعدها, كما في اللغة العربية, في الصلاة بعد قراءة الفصل الأول, كما في سفر نحميا :(وَبَارَكَ عِزْرَا الرَّبَّ الإِلَهَ الْعَظِيمَ، (وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ، آمِينَ! رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ) عزرا 8 : 6
وكما جاء في مزامير داود, عليه السلام:
(مُبَارَكٌّ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ. فَأَجَابَ كُلُّ الشَّعْبِ: «آمِين»، وَسَبَّحُوا الرَّبَّ) اخبار الأيام الأول 16 : 36
ويتضح من نصّ سفر نحميا أن عبارة "آمن"كانت من موجبات الصلاة مع شخص يقودهم ليؤمنوا على الدعاء وبالتالي ينتظرون الاستجابة لمطلب الطالب من الرب. ويتضح أيضًا عادة رفع اليدين عقيب التأمين فالسجود ووضع الجباه على الأرض؛ وهى هيئة السجود الموجودة في الإسلام والتي اختفت من اليهودية والنصرانية أيضًا.
أما مصدر كلمة "أمن"في العبرية فليس المصرية القديمة, كما يشاع, بل الآرامية, على الرغم من أنها عبارة عن أحرف اختصار لكن ذلك لا يمنع كونها غير عبرية. وهى من لفظة آمينوُث أي "الموثوقية"أي أن يتحقق الشيء المطلوب, وهى آرامية الأصل.
وآمن في العبرية "אמן"هى عبارة عن اختصار لكلمات ثلاث؛ بمعنى أنها الحروف الأولى من كلمات ثلاث هى: אלוהים מלך נאמן : الله ملك مؤتمن. وهى عبارة مدح في الله وتأكيد أنه مؤتمن على وعده أن من يطلبه يجده, ومن يطلب منه شيًا يحققه.
كان الإله المصري "آمون"خفيًا وغير ظاهر, كما كان اسمه أيضًا غير معروف المعنى! لذلك لم يكن معروفًا كيف كان ينطق (آمون/آميون/آمايين . .) ويقال إن اختفاءه هذا كان تعبيرًا عن انفصاله عن الكون فهو خالق - في نظر المصري القديم – ولا سبيل إلى ظهوره للمخلوقين وإلا سيكون مثلهم! مخلوقًا. وكان يملك إعادة خلق نفسه التي تمثلت بقدرته على التحوّل إلى أفعى وطرح جلده.
توحد الإله "آمون"مع إله الشمس "رع"ليتجلّى للمخلوقات في صورة "أمونرع"أي أمون ورع, ليصبح بصفتيه خفيًا وغامضًا وجليًا وظاهرًا. واقترن بآلهة أخرى كثيرة لكنه كان الإله الأوحد الأعلى. وكانت زوجه "أمونت"التي كانت تعرف بـ (موت).
كان آمون- رع يمثل بشكل إنسان يعتمر قبعة أو غطاء رأس مقرن بقرنين مرتفعين, واحيانًا رأس كبش.
لا نعرف كيف يتخيل أناس أن أقوامًا مؤمنين بالإسلام العظيم يمكن أن يقتبسوا من وثنيين كلمة التأمين "آمين"لمجرد تشابه الكلمة مع اسم الاله! الوثني (آمون)!!
قال البعض إن "آمين"منقولة عن العبرية وفي الواقع الواضح الجلي أن استعمال العبرية لكلمة "آمن"بكسر الميم, دون ياء بعدها هو الأقدم كما يتبين من مراجعة نصوص التوراة.
وسأترك لكم استنتاج ما ترونه مناسبًا بعد القراءة.
على أني أود التأكيد على أن استخدام الكلمات بين اللغات المختلفة لا يقدح في أي منها لأن الأصل القديم واحد خاصة في مجموعة اللغات السامية التي نزلت بها الأديان والتي علمها الله لآدم عليه السلام.
د. سامي الإمام
********************************
يشن أعداء الإسلام على اختلاف مشاربهم على مرّ الزمان هجومًا عنيفًا عليه ويزداد الهجوم ضراوة في عصرنا الحالي؛ عصر التقدّم العلمي وحضارة المادة والسبب في ذلك هو الضعف الشديد الذي ألمّ بالمسلمين الذين راحوا يعبدون هذه الحضارة ونسوا عبادة خالقهم جل وعلا, والدفاع عن عقيدتهم ومقدساتهم.
فراح الأعداء المتربصون يطعنون في كل ما يتصل بالإسلام وعقيدته, وقرآنه المجيد, ونبيّه الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم, وصحابته الأطهار وتراثه العظيم وفقهائه الكرام وأئمته الخالدين الذين بذلوا حياتهم في سبيل إعلاء كلمة الله في الأرض وحفظ هذا الدين القويم.
فانتشرت المؤلفات والمواد الفيلمية والمواقع التي تتناول هذا التراث العظيم بالإساءة والكذب والافتراء والتشويه في غياب الردود المناسبة عليها في زمانه ومكانه.
من ذلك ما قرأت من أن كلمة "آمين"التي يؤمّن بها المسلم خلف الإمام في أعقاب قراءة سورة الفاتحة أنها ليست عربية ولم ترد بالقرآن الكريم, فلماذا تستخدم في هذا السياق الديني.
وقد اختلف العلماء في كلمة "آمين"أهى عربية أم أعجمية, والمقصود بذلك أصالة وجودها فقال فريق إنها غير عربية ومنقولة من لغات أخرى ويضيفون كيف تدخل كلمة غير عربية في لغة القرآن الذي حكم الله عليه بأنه عربي؟ ذلك على الرغم من أنها لم ترد صراحة في القرآن الكريم.
ولا يعرف هؤلاء أن ورود بعض الكلمات غير عربية الأصل في القرآن الكريم لا ينفي أن القرآن كله عربي لأن معنى أنه عربي إذا خوطب به العرب فهموه. وإذا كانت لغة العرب قبل نزول القرآن الكريم قد احتوت كلمات غير عربية دارت بها الألسن وشاعت في أساليب البيان بين الناس فأصبح الناس يسمونها ويسمعونها على أنها عربية فحين يأتي القرآن الكريم بما دار عليه الألسنة وألفته الآذان يقال إنها كلمات عربية فليس المراد بعربية أنها عربية المولد والأصل لكن معناه ان القرآن نزل بهذه الألفاظ وهذه الألفاظ لها شيوع على ألسنة العرب لا يقل شيوعًا عن أي لفظ آخر ومادام اللفظ شاع اللسنة قولا وفي الآذان سماعًا فإن الأجيال التالية تستقبله ولا تفرق بينه وبين الألفاظ التي ميلادها عربي لانه أصبح الاستعمال عربيًا ومعنى هذا أن القرآن الكريم لم ينشيء كلمة جديدة في العربية من غير العربية ولكنه جاء بكلمات هى في الميلاد والأصل غير عربية.
وكانت كلمة "آمين"مستعملة قبل نزول القرآن الكريم بمعنى "استجب"وهى "آمين"تدل على فعل مدلوله "استجب"ولذلك يقال إنها اسم فعل أمر بمعنى "استجب". وتعني أيضًا أن قائل "آمين"شريك في الدعاء.
ومما يدل على وجود التأمين قبل نزول الإسلام وخاصة في قوم موسى ما قيل في تأويل قوله تعالى
( قَالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) سورة يونس/الآية 89
إن الداعي وإن كان واحدًا؛ وهو موسى عليه السلام, فإن الثاني كان مؤمِّنًا، وهو هارون، فلذلك نسبت الإجابة إليهما، لأن المؤمِّن داعٍ. وكذلك قال أهل التأويل.
جدير بالذكر هنا أن هارون لم يكن ينفصل عن موسى عليهما السلام بل كان هو حامل عصا المعجزات؛ نقرأ في هذا:
(وَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى وَهَرُونَ: عِنْدَمَا يَطْلُبُ فِرْعَوْنُ مِنْكُمَا قَائِلاً: أَرِيَانِي عَجِيبَةً فَإِنَّكَ تَقُولُ لِهَرُونَ: خُذْ عَصَاكَ وأَلْقِهَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ فَتَتَحَوَّلَ إِلَى حَيَّةٍ). سفر الخروج 7 : 9
وهو ما يؤكد اشتراكهما في كل شيء لذلك تأتي في النصوص عبارة (وهَكَذَا فَعَلاَ), وفي مثل: فَأَخَذَا (موسى وهارون) رَمَاداً مِنَ الأَتُونِ، وَوَقَفَا أَمَامَ فِرْعَوْنَ، ثُمَّ ذَرَّاهُ مُوسَى نَحْوَ السَّمَاء). وحين يصلي موسى للرب في الأوقات التي يرافقه فيها هارون لا يذكر النصّ هارون بل يركز على موسى وفعله.
وكلمة "آمين"هى من مقول جبريل عليه السلام لمحمد صلى الله عليه وسلم, وليست كلمة من القرآن الكريم وتعني "استجب ياالله لما دعوناك به".
وجاء في حديثين أو ثلاثة – بحسب علمي – عن البخاري ومسلم, في مواقف معينة, أن الملك الموكّل, والملائكة في السماء تقول "آمين"– وسأترك التفاصيل للمتخصصين في علوم الحديث.
قال شيخ الأمة الجليل فضيلة العالم الراحل محمد متولي الشعراوي : واهدنا الصراط المستقيم دعاء بطلب و"آمين"دعاء بتحقيق هذا المطلوب دون زيادة.
وورد في الجهر بالتأمين أحاديث ثابتة عدة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم منها:
ما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا أمّن الإمام فأمنوا فإن من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه.
وما رواه أبو داود وابن ماجه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا تلا غير المغضوب عليهم ولا الضالين قال: آمين حتى يسمع من يليه من الصف الأول. وفي رواية (فيرتج بها المسجد)
وفي مسند أحمد وابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على السلام والتأمين.
وحديث ابن عباس عند ابن ماجه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حسدتكم اليهود على شيء ما حسدتكم على قول آمين فأكثروا من قول آمين.
وحديث وائل بن حجر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قرأ غير المغضوب عليهم ولا الضالين فقال آمين يمد بها صوته. أخرجه أبو داود والدارقطني وابن حبان؛ قال الحافظ: وسنده صحيح.
. . . . . . .
وهى أحاديث صحيحة لكن المستغرب هو لماذا يحسد اليهودُ املمين على شيء عندهم ولا يستأثر به المسلمون؟ بل هو عندهم قبل أن يكون عند المسلمين!! خاصة مع ما جاء يؤكد ذلك:
أن (كلمة (آمين) لم تكن لأحد قبلنا، إلا لموسى وهارون عليهما السلام):
فعن أنس رضي الله عنه قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم جلوساً فقال:
“ إن الله قد أعطاني خصالاً ثلاثة: أعطاني صلاة في الصفوف، وأعطاني التحية إنها لتحية أهل الجنة، وأعطاني التأمين، ولم يعطه أحداً من النبيين قبلي، إلا أن يكون الله قد أعطاه هارون، يدعو موسى، ويؤمّن هارون “
وهو ما يوافق ماجاء في أقوال المفسرين للآية الكريمة التي تنتهي بـ (قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُمَا) التي تحدثنا عنها أعلاه.
و"آمين"عند الشيعة, في أعقاب قراءة الفاتحة تبطل الصلاة, لأنها في رأيهم "بدعة", ولورود النهي عن ذلك في روايات عدّة معتبرة.
جاء في مراجع الشيعة:
إذا كنت خلف إمام فقرأ الحمد وفرغ من قراءتها فقل أنت (الحمد لله رب العالمين) ولا تقل (آمين).
تبطل صلاة المأموم, عندهم, بقوله: (آمين) لامن جهة الزيادة، بل من جهة النهي الوارد بخصوصه. ولأن العبادات توقيفية فلا تجوز فيها الزيادة.
لكن يجوّزون التعقيب بها بعد الأدعية مادامت لا تقطع الصلاة.
يردد اليهود كلمة אמן "آمن"بكسر الميم, دون ياء بعدها, كما في اللغة العربية, في الصلاة بعد قراءة الفصل الأول, كما في سفر نحميا :(وَبَارَكَ عِزْرَا الرَّبَّ الإِلَهَ الْعَظِيمَ، (وَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ: آمِينَ، آمِينَ! رَافِعِينَ أَيْدِيَهُمْ، وَخَرُّوا وَسَجَدُوا لِلرَّبِّ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى الأَرْضِ) عزرا 8 : 6
وكما جاء في مزامير داود, عليه السلام:
(مُبَارَكٌّ الرَّبُّ إِلَهُ إِسْرَائِيلَ مِنَ الأَزَلِ إِلَى الأَبَدِ. فَأَجَابَ كُلُّ الشَّعْبِ: «آمِين»، وَسَبَّحُوا الرَّبَّ) اخبار الأيام الأول 16 : 36
ويتضح من نصّ سفر نحميا أن عبارة "آمن"كانت من موجبات الصلاة مع شخص يقودهم ليؤمنوا على الدعاء وبالتالي ينتظرون الاستجابة لمطلب الطالب من الرب. ويتضح أيضًا عادة رفع اليدين عقيب التأمين فالسجود ووضع الجباه على الأرض؛ وهى هيئة السجود الموجودة في الإسلام والتي اختفت من اليهودية والنصرانية أيضًا.
أما مصدر كلمة "أمن"في العبرية فليس المصرية القديمة, كما يشاع, بل الآرامية, على الرغم من أنها عبارة عن أحرف اختصار لكن ذلك لا يمنع كونها غير عبرية. وهى من لفظة آمينوُث أي "الموثوقية"أي أن يتحقق الشيء المطلوب, وهى آرامية الأصل.
وآمن في العبرية "אמן"هى عبارة عن اختصار لكلمات ثلاث؛ بمعنى أنها الحروف الأولى من كلمات ثلاث هى: אלוהים מלך נאמן : الله ملك مؤتمن. وهى عبارة مدح في الله وتأكيد أنه مؤتمن على وعده أن من يطلبه يجده, ومن يطلب منه شيًا يحققه.
كان الإله المصري "آمون"خفيًا وغير ظاهر, كما كان اسمه أيضًا غير معروف المعنى! لذلك لم يكن معروفًا كيف كان ينطق (آمون/آميون/آمايين . .) ويقال إن اختفاءه هذا كان تعبيرًا عن انفصاله عن الكون فهو خالق - في نظر المصري القديم – ولا سبيل إلى ظهوره للمخلوقين وإلا سيكون مثلهم! مخلوقًا. وكان يملك إعادة خلق نفسه التي تمثلت بقدرته على التحوّل إلى أفعى وطرح جلده.
توحد الإله "آمون"مع إله الشمس "رع"ليتجلّى للمخلوقات في صورة "أمونرع"أي أمون ورع, ليصبح بصفتيه خفيًا وغامضًا وجليًا وظاهرًا. واقترن بآلهة أخرى كثيرة لكنه كان الإله الأوحد الأعلى. وكانت زوجه "أمونت"التي كانت تعرف بـ (موت).
كان آمون- رع يمثل بشكل إنسان يعتمر قبعة أو غطاء رأس مقرن بقرنين مرتفعين, واحيانًا رأس كبش.
لا نعرف كيف يتخيل أناس أن أقوامًا مؤمنين بالإسلام العظيم يمكن أن يقتبسوا من وثنيين كلمة التأمين "آمين"لمجرد تشابه الكلمة مع اسم الاله! الوثني (آمون)!!
قال البعض إن "آمين"منقولة عن العبرية وفي الواقع الواضح الجلي أن استعمال العبرية لكلمة "آمن"بكسر الميم, دون ياء بعدها هو الأقدم كما يتبين من مراجعة نصوص التوراة.
وسأترك لكم استنتاج ما ترونه مناسبًا بعد القراءة.
على أني أود التأكيد على أن استخدام الكلمات بين اللغات المختلفة لا يقدح في أي منها لأن الأصل القديم واحد خاصة في مجموعة اللغات السامية التي نزلت بها الأديان والتي علمها الله لآدم عليه السلام.
د. سامي الإمام