Quantcast
Channel: مدونة الدكتور سامى الإمام
Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

اليهود وقتل أنبياء الحق وصناعة أنبياء باطل!

$
0
0
تذمَّر بنو إسرائيل على موسى وهارون، عليهما السلام, في صحراء سيناء, وقالوا لهما: "
(ليت الرب أماتنا في أرض مصر، فهناك كُنا نجلس حول قدور اللحم نأْكل حتى الشّبع. وها أنتما قد أخرجتمانا إلى هذه الصحراء لتميتا كل هذه الجماعة جوعًا).
فلما سمع الرب تذمرهم قال لموسى:
سمعت تذمّر بني إسرائيل، فقل لهم : في المساء تأكلون لحمًا، وفي الصباح تشبعون خبزًا، فتعلمون أنني أنا الرب إلهكم)
وكما نرى فإن الرب قد استجاب لطلبهم وأنزل عليهم الطعام الذي يفضلونه وكانوا يأكلونه في مصر. ومع ذلك؟

• تذمّروا وفكروا في رجم موسى, عليه السلام, وقالوا له: "
(لماذا أخرجتنا من مصر لتميتنا وأولادنا ومواشينا عطشًا؟) 
فلجأ موسى, عليه السلام, إلى الرب وصرخ قائلا: 
(ماذا أصنع بهذا الشعب؟ إنهم يكادون يرجمونني!؟). 
ولما طالت إقامة موسى على الجبل، اجتمعوا حول أخيه هارون، واتهموا موسى بالجنون؛ حيث قالوا لهارون :
(هيا، اصنع لنا إلهًا يتقدّمنا في مسيرنا، لأننا لا ندري ماذا أصاب هذا الرجل موسى الذي أخرجنا من ديار مصر. فلما صنع هارون عجلا. حينئذ قالوا: هذه آلهتك ياإسرائيل التي أخرجتك من ديار مصر).
علم الرب بما فعل بنو إسرائيل وأمر موسى, قائلا: "
(قم وانزل فإن الشعب الذي قَد أخرجته من ديار مصر، قد فسد. إذ انحرفوا سريعًا عن الطّريق الذي أمرتهم به، فصاغوا لهم عجلا وعبدوه وذبحوا له الذّبائح هاتفين: هذا هو إلهك ياإسرائيل الذي أخرجك من ديار مصر)!
وقال الرب لموسى أيضًا: 
(لقد تأمّلت في هذا الشعب، وإذا به شعب عنيد مُتصلّب القلب. والآن دعني وغضبي المحتدم فأَفنيهم، ثم أَجعلك أنت شعبًا عظيمًا". 
وعلى الرغم من ذلك ابتهل موسى إلى الرب ... فترأف الرب ولم يوقع بشعبه المختار! العقاب الذي توعّد به.
كان إرميا النبي آخر الأنبياء في أورشليم قبل السبي (586 ق.م), عاصر السبي لكنه لم يذهب معهم إلى بابل، إنما بقي مع بقية من اليهود, يحاول إعادتهم إلى حضن الإيمان بالرب، لكنهم ازدادوا عنادًا وعصيانًا للرب, وقرروا التخلص من نبيِّهم إرميا, ولا تذكر المصادر اليهودية أي شيء عن كيف مات أرميا, أو أين, أو غير ذلك من ظروف وفاته!
بالضبط كما أضاعوا مكان وفاة نبيهم الكبير؛ موسى عليه السلام, واحد أولي العزم الخمسة من الرسل, فلا يعرفون أين مات ولا متى على وجه الدقّة وكأن لسان حالهم يقول: لا يعنينا في قليل أو كثير, أو كما قالوا له في سورة البقرة في موقف القتال: فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون".
عصيان بيّن ومخالفة لأوامر الله تعالى وتجنّي على النبي بل وعلى الله ذاته – حاشاه ذلك.
يذكر الرابي "إسحاق لوريا بن سليمان" (1534 – 1572م), أن قبر النبي إرميا كان في سجن بأورشليم حيث كان الملك البابلي نبوخذ نصّر سجنه فيه. وصفت المغارة والقبر على لسان زائرين للمدينة أمثال القرائي "سليمان بن داود", الذي زارها سنة 1641. 
تذكر مصادر مسيحية أن جماعة ممّن تبقى من اليهود في أورشليم بعد السبي قرروا الهروب إلى مصر, فأخذوا معهم النبي إرميا رغمًا عن إرادته, واختلفوا معه ورجموه في الطريق, ولم يُعرف أين قبره ! بالضبط كما لا يُعرف شيئًا عن قبر موسى عليه السلام! 
تذكر التفاسير أن هناك قبرًا على مشارف القاهرة ينسب للنبي إرميا, وتذكر – في رواية أخرى – ان الاسكندر الأكبر استخرج رفاته من هذا القبر ونقلها إلى الاسكندرية قبل بنائها بغرض إكسابها أهميّة دينية!
أما حزقيال النبي والكاهن فكان شابًا صغير السن لا يتعدّى خمس وعشرين سنة حين ذهب مع المسبيين ليكمل رسالة النبيّ إرميا. فكان صوت الرب الذي يذكر الشعب المسبي بسبب سبيهم، مناديًا بالتوبة والرجوع إلى الله. ولما لم تكفّ الجماعة العاصية عن ارتكاب المعاصي والآثام فقد امر الرب حزقيال بتحضير طعام معين تشوبه النجاسة وهو إشارة إلى ما سيواجهه بنو إسرائيل في المستقبل إن هم استمروا على أفعالهم التي لا يرضى عنها الله :
(وَتَأْكُلُهُ كَكَعْكِ الشَّعِيرِ، بَعْدَ أَنْ تَخْبِزَهُ عَلَى مَشْهَدٍ مِنْهُمْ فَوْقَ بِرَازِ الإِنْسَانِ. لأَنَّهُ هَكَذَا سَيَأْكُلُ أَبْنَاءُ إِسْرَائِيلَ خُبْزَهُمُ النَّجِسَ بَيْنَ الأُمَمِ الَّذِينَ أُجْلِيهِمْ إِلَيْهِمْ». وَلَكِنِّي قُلْتُ: أَيُّهَا السَّيِّدُ الرَّبُّ، أَنَا لَمْ أُنَجِّسْ نَفْسِي أَبَداً فَمُنْذُ حَدَاثَتِي حَتَّى الآنَ لَمْ آكُلْ مَيْتَةً أَوْ فَرِيسَةً، وَلَمْ يَدْخُلْ فَمِي لَحْمٌ نَجِسٌ". !!
فماذا كان ردّ فعل الرب ؟
قَالَ الرب لنبيِّه حزقيال : 
«انْظُرْ هَا أَنَا أُعْطِيكَ بَعْرَ الْبَقَرِ لِتَسْتَعِيضَ بِهِ عَنْ بِرَازِ الإِنْسَانِ لِتَصْنَعَ عَلَيْهِ خُبْزَكَ. يَاابْنَ آدَمَ، هَا أَنَا أَبِيدُ مَؤُونَةَ الْخُبْزِ فِي أُورُشَلِيمَ، فَيَأْكُلُونَ الْخُبْزَ بِالْوَزْنِ مَعْجُوناً بِالْغَمِّ، وَيَشْرَبُونَ الْمَاءَ بِالْكَيْلِ مَمْزُوجاً بِالْحَيْرَةِ. إِذْ يُعْوِزُهُمُ الْخُبْزُ وَالْمَاءُ، وَيَلْجَأُ الْوَاحِدُ إِلَى أَخِيهِ وَقَدِ اعْتَرَتْهُمُ الْحَيْرَةُ فَيَفْنَوْنَ جَمِيعاً بِإِثْمِهِمْ".
هكذا كان بعض عقاب بني إسرائيل العاصين لله دائمًا وأبدا!
ومن قتلهم الأنبياء ماجاء عن تربصهم بنبي الله يحي حين طلبته عاهرة من بني إسرائيل فأبى وعصمه الله منها فكادت له وأرسلت شياطينها إليه فطرقوا باب بيته فلم يفتح فاقتحموا البيت فوجدوه يصلّي في محرابه, فقتلوه بقطع رأسه بالسيف ووضعوه في طست وقدموه للعاهرة!! 
وقيل إن ابن هداد ملك دمشق، اليهودي كان زوج ابنه بابنة أخيه، ملكة صيدا وكان من جملة أملاكها سوق الملوك بدمشق ، وهو الصاغة العتيقة . قال : وكان قد حلف بطلاقها ثلاثا ، ثم أراد مراجعتها، فاستفتى يحيى بن زكريا , فقال : لا تحل لك حتى تنكح زوجا غيرك . فحقدت عليه وسألت من الملك رأس يحيى بن زكريا ، وذلك بإشارة أمها ، فأبى عليها ، ثم أجابها إلى ذلك وبعث إليه وهو قائم يصلي من أتاه برأسه في صينية ، فجعل الرأس يقول : لا تحل له ، لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره . فأخذت المرأة الطبق ، فحملته على رأسها وأتت به أمها ، وهو يقول كذلك ، فلما تمثلت بين يدي أمها خسف بها إلى قدميها ثم إلى حقويها ، وجعلت أمها تولول والجواري يصرخن ويلطمن وجوههن ، ثم خسف بها إلى منكبيها ، فأمرت أمها السياف أن يضرب عنقها لتتسلى برأسها ، ففعل ، فلفظت الأرض جثتها عند ذلك ، ووقعوا في الذل والفناء ، ولم يزل دم يحيى يفور حتى قدم بخت نصر ، فقتل عليه خمسة وسبعين ألفا!
(يتبع)
د. سامي الإمام

Viewing all articles
Browse latest Browse all 822

Trending Articles



<script src="https://jsc.adskeeper.com/r/s/rssing.com.1596347.js" async> </script>